سوريا تشتعل .. الدفاع الروسي تلوح بـ”إس400 و300″ ودي مستورا يطرح مبادرة بشأن حلب ولافروف يرفض مشاركة “النصرة” في الهدنة وفرنسا ترفض بلقنة سوريا
يمنات – وكالات
حذرت وزارة الدفاع الروسية من أنها ستعتبر أي ضربة على المناطق الخاضعة للجيش السوري تهديدا على العسكريين الروس في سوريا.
و لوحت باستخدام صواريخ إس-400 و إس-300 في حميميم و طرطوس لصد الهجمات.
و شدد اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي عقد الخميس، 6 أكتوبر/تشرين أول 2016، على أن “غالبية ضباط المركز الروسي الخاص بتنسيق المصالحة بين الأطراف المتناحرة يعملون في الوقت الراهن على الأرض.
و أوضح أنهم يقومون بإيصال المساعدات الإنسانية (إلى المناطق المنكوبة) و إجراء مفاوضات مع زعماء البلدات و المجموعات المسلحة في معظم المحافظات السورية.
و قال: لهذا السبب، ستشكل أية ضربات صاروخية أو جوية موجهة إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية تهديدا بالنسبة إلى العسكريين الروس.
و تعليقا على نشر بعض وسائل الإعلام الغربية معلومات حول بحث الإدارة الأمريكية احتمال توجيه ضربات إلى مواقع الجيش السوري، أشار كوناشينكوف إلى أن “التاريخ يظهر أن مثل هذه التسريبات غالبا ما تشكل مقدمة للعمليات الحقيقية”.
و أضاف: القلق الأكبر تثيره المعلومات التي تقول إن “هذه الاستفزازات يبادر إليها الموظفون في وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون، الذين قدموا للرئيس الأمريكي في شهر سبتمبر تقارير قالوا فيها إن مسلحي المعارضة يخضعون لسيطرة (الولايات المتحدة)، واليوم هم الذين يدفعون نحو تكثيف التحركات العسكرية في سوريا”.
و أوصى واشنطن بتحليل التداعيات المحتملة لتحقيق مثل هذه المخططات بشكل دقيق جدا.
و أعاد إلى الأذهان أن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس تحميهما منظومات “إس-400” و “إس-300” للدفاع الجوي. مشيرا إلى أن “مدى عملها قد يصبح مفاجأة بالنسبة لأية أجسام طائرة مجهولة”.
و أشار إلى أنه “لن يكون هناك، على الأرجح، وقت أمام المنظومات الروسية للدفاع الجوي لتحديد المسار الدقيق لتحليق الصواريخ وهوية حاملاتها، عبر قنوات اتصال مباشر” في حال تعرضت مواقع الجيش السوري لضربات جديدة.
و لفت كوناشينكوف إلى أن الجيش السوري يمتلك أيضا منظومات فعالة للدفاع الجوي مثل “إس-200” و”بوك”، التي خضعت سابقا لعمليات صيانة.
و أكد كوناشينكوف أن روسيا اتخذت، على خلفية شن طائرات التحالف الدولي ضربة جوية على القوات السورية في دير الزور في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، “كل الإجراءات الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء بحق العسكريين الروس والمنشآت الروسية في سوريا”.
مبادرة دي مستورا
إلى ذلك قدم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مبادرة لإخراج مسلحي تنظيم “النصرة” من أحياء حلب الشرقية، معلنا استعداده للتوجه إلى جبهات القتال شخصيا لمرافقة خروج المسلحين.
و حذر المبعوث الأممي من أنه إن استمرت المعارك في حلب وعمليات القصف بنفس الوتيرة، فسيتم تدمير أحياء المدينة الشرقية في غضون شهرين.
و شدد دي ميستورا على أن العمليات القتالية في حلب قد تؤدي لقتل الآلاف من المدنيين وتشريد مئات الآلاف.
و ذكر بأن عدد مسلحي المعارضة في حلب يبلغ قرابة 8 آلاف، فيما يبلغ عدد مسلحي تنظيم “النصرة” قرابة 900 شخص.
و تساءل ما إذا كانت الحكومة السورية مستعدة للقضاء على آلاف المدنيين بسبب تواجد هؤلاء الإرهابيين في أحياء المدينة الشرقية.
و اعتبر أن “التاريخ سيحاكم” أولئك الذين سيستخدمون وجود عناصر “النصرة” في المدينة كذريعة لتدمير المناطق المحاصرة التي يبقى فيها قرابة 275 ألف مدني، بينهم 100 ألف طفل.
و تسأل دي ميستورا: هل دمشق وموسكو مستعدتين لوقف الضربات الجوية بشكل كامل في حال إلقاء مسلحي “النصرة ” لأسلحتهم. داعيا إلى تقديم الجواب على هذا السؤال في أقرب وقت ممكن.
و دعا المبعوث الأممي إلى ضمان خروج مسلحي “النصرة” من المدينة. مبديا استعداده لمرافقتهم شخصيا إلى ريف إدلب، من أجل إيقاف القتال بحلب و إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء.
و كشف دي ميستورا أنه سيجري قريبا مشاورات حول خطته لإخراج مسلحي “النصرة” من حلب. موضحا أن هؤلاء يريدون ضمانات، و لا تقدر الأمم المتحد على تقديمها لهم.
و أصر على أن أحياء حلب الشرقية بعد انسحاب مسلحي “النصرة” يجب أن تبقى خاضعة للإدارة المحلية الحالية مع ضمان وجود دولي في هذه المنطقة.
و أكد أن تعليق المفاوضات الروسية – الامريكية حول سوريا دفعت بعملية التسوية في سوريا إلى الوراء.
و أعرب عن أمله في استعادة نظام وقف إطلاق النار قريبا. مشددا على أن إيقاف الحوار الروسي الأمريكي يجب ألا يؤثر على عمل مجموعة دعم سوريا و فريقي العمل المعنيين بوقف الأعمال القتالية و بالشؤون الإنسانية التابعين لها.
و في أول رد روسي على مبادرة دي ميستورا، قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو تؤيد مبادرة دي ميستورا، و تعتقد أن الوقت قد حان من زمان للإقدام على هذه الخطوة.
و أشار خلال لقاء مع قدري جميل القيادي في الجبهة الشعبية من أجل التغيير و التحرير، في موسكو، الخميس، إن الجانب الروسي يدعو إلى استئناف الحوار السوري – السوري من دون شروط مسبقة.
داعش والنصرة والهدنة
و في سياق متصل أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن تنظيمي “داعش” و “النصرة” و الفصائل المنضوية تحت لوائهما لن تكون أبدا جزءا من الهدنة في سوريا.
كما أكد استعداد موسكو لبحث مبادرة باريس حول حلب. موضحا أن موسكو لن تتراجع عن المطالبة بالفصل بين “النصرة” و المعارضة “المعتدلة” في حلب السورية، لكنها مستعدة لبحث مشروع القرار الذي قدمته باريس في مجلس الأمن الدولي حول الوضع في حلب.
و قال خلال مؤتمر صحفي، الخميس، مع نظيره الفرنسي في موسكو: مستعدون للعمل مع هذا النص، انطلاقا من المقاربات المبدئية التي تم تسجيلها في الاتفاقات الروسية الأمريكية، ومع الأخذ بعين الاعتبار القرارات التي قد تبناها مجلس الأمن الدولي ومجموعة دعم سوريا، و التي لا يجوز أن تصبح في طي النسيان.
و أضاف: يعرف الجميع جيدا، وهذا ما سُجّل في قرار لمجلس الأمن الدولي، أن وقف إطلاق النار والأعمال القتالية لم يشمل أبدا ولن يشمل “داعش” و “جبهة النصرة” و أولئك الذين اندمجوا إلى هذين التنظيمين الإرهابيين.
و بشأن الوضع الإنساني في حلب، قال لافروف: روسيا تسعى للمساهمة بشتى الوسائل في تسوية الوضع بحلب. مشيرا إلى أن موسكو و واشطن قد نسقتا طريقا معينا لذلك، كانت تتضمن إعلان تهدئة لمدة 72 ساعة و سحب القوات الحكومية و قوات المعارضة من طريق الكاستيلو على مسافة معينة.
و أكد أنه على الرغم من قرار واشنطن تعليق الحوار الروسي – الأمريكي حول سوريا، فما زالت موسكو و دمشق مستعدتين للوفاء بالتزاماتهما وفق حزمة الاتفاقات الروسية الأمريكية، التي أقرت في 9 سبتمبر/أيلول الماضي.
و أوضح أن هذه الالتزامات تشمل الالتزام بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، بما في ذلك المساعدات إلى حلب عبر طريق الكاستيلو.
و شدد على أن المعارضة السورية لا تقدر على ضمان سحب قواتها من طريق الكاستيلو، معيدا إلى الأذهان أن الجيش السوري سبق له أن بدأ بسحب قواته من الطريق قبل انهيار الهدنة.
و شدد الوزير على أن الاهتمام بالوضع الإنساني في حلب يجب الا يقتصر على الرعاية بسكان الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بل يجب الاهتمام بوضع سكان الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري، والتي تتعرض يوميا لعمليات القصف.
بلقنة سوريا
و أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، في المؤتمر الصحفي، أن باريس تعارض “بلقنة سوريا”، و تدعو إلى إعادة إعمار الدولة الموحدة و العلمانية في سوريا عبر مفاوضات تشارك فيها كافة الأطراف المهتمة، باستثناء الإرهابيين.
و شدد على أن الشرط الأساسي لاستئناف المفاوضات هو إيقاف الضربات الجوية وضمان وصول المساعدات إلى حلب.
و أكد أن مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن ينص على اتخاذ هذه الخطوات فورا. لافتا إلى أنه لم يأت إلى موسكو لتوجيه التهديدات، بل ليفسر موقفه و قلقه البالغ من التطورات في حلب.
و ذكر أن فرنسا لا تعتبر القوات الروسية في سوريا خصما عسكريا، لكنه قال إن دعم روسيا لحكومة بشار الأسد يثير “أسئلة معينة”.
و أصر على أن مشروع القرار الفرنسي من شأنه أن يساهم في تحسين الوضع الإنساني في حلب. و أصر على وضع حد للضربات الجوية.
و أعتبر أن هذه الضربات التي قال إنها تستهدف المدنيين، تؤدي لتنامي النزعات الراديكالية و ظهور “جهاديين جدد”.